الثلاثاء، 11 مارس 2014

عساف يضع برامج الهواة أمام مأزق



























قبل أشهر، وأثناء الإعداد لإطلاق الموسم الثاني من برنامج «ذا فويس»، أجاب الناطق الإعلامي باسم مجموعة MBC مازن حايك رداً على المقارنة التي عقدها الصحافيون بين نجومية محمد عساف الفائز في برنامج «أراب آيدول»، ومراد البوريقي الفائز في الموسم الأول من «ذا فويس»، بأنه ليس لديه أي تفسير حول النجومية القياسية التي حققها محبوب العرب، وأن الشعبية التي حظي بها مثيرة للاهتمام، وأن محمد يشكل ظاهرة قد لا تتكرر.
نجح عساف في خطف الأضواء، ولم تنطفىء نجوميته مع انتهاء البرنامج، كما أن عدد الحفلات التي تعاقد على إحيائها في بلدان عربية وغربية يفوق حجم تلك التي يحييها أهم نجوم العرب بأشواط، عدا أنه بات لمحمد جيش من الجمهور الوفي الذي يتابع أعماله بدقة كما تشير حركة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.
فقد رأى البعض أن نجومية محمد تعود إلى لكونه فلسطيني تعاطف معه الجمهور العربي، إلا أن تجارب سابقة تدحض هذه المقولة، إذ لا يكاد يخلو موسم من أي برنامج هواة دون أن يكون أحد المشتركين فلسطينياً، ويرى البعض الآخر أن هذه النجومية سببها الدعم الكبير الذي حظي به عساف من مجموعة MBC وهو إن كان صحيحاً، فإن الدعم جاء بعد نجاحه في تحقيق شعبية لم تكن تتوقعها المحطة نفسها.

إصرار على الاستمرار
اليوم تباشر المحطة بالإعداد للموسم الثالث من البرنامج، بالتزامن مع إطلاق الألبوم الأول لمحبوبة العرب كارمن سليمان، التي فازت في الموسم الأول منه، ولم تحظ باهتمام يذكر، لدرجة أن الجمهور كاد ينساها بعد أن لمع نجمها وحازت اللقب.
وقد أكدت كارمن أنها هي من اختارت الابتعاد عن الأضواء، وإكمال دراستها، إلا أن صدور الألبوم يؤكد أن كارمن مصرّة على الاستمرار، ونجاح الألبوم هو الذي سيقرر المكانة التي وضعها فيها الجمهور.

نجاح وحظ
على المحطة نفسها يعرض اليوم برنامج «ذا فويس» الذي شارف موسمه الثاني على الانتهاء، ورغم ذلك لم يظهر الفائز في الموسم الأول مراد البوريقي إلا في حفل إطلاق الموسم الثاني من البرنامج، يومها سأل الصحافيون عاصي الحلاني عن سبب عدم استمرار النجوم الذين تخرجوا من البرنامج، رغم الدعم الذي حظوا به من مدربيهم، فرد مستشهداً بمثل لبناني شهير «زواج وزوجتك حظ من وين بجبلك»، في إشارة إلى أنه قام بما عليه لدعم المواهب، إلا أن النجاح يبقى مرهوناً بالحظ.

فوز ولغط
ومع التحضير للموسم الثاني من برنامج «إكس فاكتور»، لا يزال نجم الموسم الأول محمد الريفي بعيداً عن الأضواء، ولم يشارك إلا في فعاليات محلية، رغم العقد الذي وقعه مع شركة «سوني». فهو بالكاد تمكن من إثبات حضوره في البرنامج وأثار فوزه لغطاً كبيراً، وكان ثمة إجماع في الصحافة العربية على عدم أحقيته بالفوز، بسبب ضعف إمكاناته الصوتية ووجود مشتركين يفوقونه موهبة.
ولعل اللافت هو بدء المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI بالبحث عن مواهب جديدة لبرنامج ستار أكاديمي بموسمه العاشر، رغم مرور أسابيع قليلة فقط على انتهاء الموسم الأول الذي توّج المشترك المصري محمود محيي، الذي احتجب عن الأضواء منذ انتهاء البرنامج، مقابل حضور قوي لزملاء له نافسوه على اللقب.

التجربة الأبرز
وبالعودة إلى السنوات الماضية، كانت التجربة الأبرز في برامج المواهب، من نصيب الفنان ملحم زين، الذي نظمت تظاهرات في بيروت يوم خروجه من برنامج «سوبر ستار» عام 2003، عندما اعتبر محبوه أنه ظلم وأن ثمة تلاعب حصل بالنتيجة، ما جعل خبر خروجه من البرنامج يحتل مانشيتات الصحف اليومية في لبنان.
كذلك شكل فوز شذى حسون في برنامج «ستار أكاديمي» عام 2007 علامة فارقة في البرنامج، إذ تم التركيز على شذى على أنها العراقية التي وحدت أبناء بلدها المتقاتلين للتصويت لها، ويوم فوزها احتشدت وسائل إعلام عالمية لمحاورتها، على وقع الانفجارات التي كانت تهزّ بغداد بشكل يومي.

خيبة أمل
ومع استمرار البرامج بالبحث عن هواة، يبدو أن محمد عساف وضع القيمين على هذه البرامج في مأزق حقيقي، إذ إن ما حققه بنجاح أمر قد لا يتكرر بسهولة، ما يجعل نجاح أي برنامج يبدو ضيئلاً أمام الزخم الذي حظي به الموسم الثاني من «أراب آيدول» الذي انتهى بفوز عساف.
ويبقى أن معظم تجارب نجوم برامج الهواة الباقين، باستثناء نجوم «ستوديو الفن» تبقى منقوصة، إذ إن النجم يحقق نجاحا كبيراً أثناء عرض البرنامج، ويصبح أي عمل يقدمه فيما بعد غير متطابق مع حجم النجومية التي حازها، ما يصيب الهواة ومتابعيهم بخيبة أمل.

القبس
مجلة فوستا

0 التعليقات:

إرسال تعليق