تختلف أسباب الطلاق في المجتمعات حسب خلفياتها الثقافية وتطوراتها الإقتصادية والمجتمعية. ورغم أن الطلاق يعتبر أمرا حزينا وتهديدا لنظام الأسرة فهناك من الأشخاص من يحتفل به وكأنه حدث جميل في مسار الحياة.
وتقول بيترا ريجير ناشطة نسائية من جمعية «الانفصال السعيد»: «إننا نحاول من خلال وكالتنا أن نخفف من أوضاع المعاناة عند الانفصال والطلاق، وذلك من خلال إحياء حفلات تعيد الثقة بالنفس للمطلقة مع بداية مشوار جديد في حياتها. فنحن نحرص على أن يشكل فستان الفرح محور حفلة الطلاق، حيث ترتدي المطلقة الفستان وتقوم بتلطيخه بصلصة الطماطم أو تمزيقه بالمقص وهو أمر متروك لصاحبة الحفل، فالخيال والبحث عن المتعة من خلال الانتقام من الزوج بطريقة مضحكة هما سيد الموقف، فمثلا يصنع الخباز كعكة كبيرة ويضع عليها صورة الزوجة وهي ممسكة برأس الزوج الخائف، أو تورته عليها صورة الزوج وهو ملقى في سلة المهملات».
ترى ريجر أن حفلة الطلاق توازي في الشكل حفلة الزواج. فهي تخلص المطلقة من حالات الشعور باللوم ومعاتبتها لنفسها على القيام بحفلة الزواج في السابق أساسا وتضيف: « من أهم ما تسعى إليه أغلب الجمعيات التي تنظم حفلات طلاق هو البحث عن مسكن للمطلقة سواء كان فرديا أو جماعيا ،كذلك العمل على توفير محام أو معالج نفسي مع العمل في الوقت نفسه على إعادة إشراكها في المجتمع، حيث إن كل انفصال عن الزوجية يشكل بداية حياة جديدة، ويعبر فعلا عن وجود تغيير يلزم التحضير له بهدف تسريع الابتعاد عن الشريك السابق وبناء عش جديد. أما الأشياء الأخري فقد تأتي تباعا!». وتضيف قائلة: «نحن لسنا متحيزين ضد الرجال بل نرحب بالتواصل مع الرجال، فليست النساء على الدوام ضحايا. وقد يكون الرجل أيضا ضحية».
