الجمعة، 14 مارس 2014

ادمان الفيسبوك : هل أنت مدمن على فيسبوك ؟





























قد يكون اهتمامك بعنوان المقال أول علامات الإدمان، فما لم تكن مدمنا، لن تجد ذاتك معنيا أصلا بقراءة الموضوع.
لكن، وبما أنك صرت هنا، اختبر ما إذا كنت مدمنا على الموقع الأزرق

. إذا كنت كذلك، فالأرجح أن تبدو عليك هذه العوارض:

استيقظت من النوم لتوك. ها أنت تلتقط الهاتف الخلوي وتذهب مباشرة إلى فيسبوك لتعرف ما الذي حدث في غيابك. من بعث إليك رسائل. من أضاف صورا جديدة. ما هي آخر الستاتوسات المضحكة، أو المثيرة. من هي هذه التي أرسلت إليك طلب صداقة.. من وضع "لايك" على "الستاتوس".

أنهيت استعداداتك للخروج من المنزل. لم يمض نصف ساعة على آخر دخول لك إلى الموقع. مع ذلك، تشعر برغبة لا تقاوم في تصفحه مجددا. لا شيء جديدا. مع ذلك، تمضي دقائق إضافية في الفرجة، قبل أن تخرج من المنزل.. إلى محطة الباص.
بانتظار الباص، ولا إراديا، ها أنت عدت إلى الأزرق الساحر. تجد رسالة من صديق وترد عليها، ثم تمضي ما تبقى من وقتك بين الباص وعملك، أو جامعتك، وأنت تستقبل وتبعث الرسائل.

وصلت إلى جهاز الكومبيوتر. حسنا. لن تشعر بالطمأنينة إلا إذا كان فيسبوك مفتوحا على صفحتك. بينما تعمل، لا بأس من إطلالات متفرقة عليه بين فينة وأخرى.. وقد تغرق من حيث لا تدري، ومن جديد.

من يدري. ربما لديك شعور ملح في هذه اللحظة في ترك القراءة هنا والذهاب إلى فيسبوك. لا يمكننا  منعك بالطبع. ويمكننا أن ننتظر ريثما تعود.

أهلا بك ثانية. ماذا استغرقت من الوقت هناك؟ هل شاركت الكثير من الصور، أدليت بالكثير من التعليقات؟ تركت الكثير من "اللايك"؟ جددت الستاتوس الخاص بك قائلا إنك تقرأ مقالا عن إدمان فيسبوك.. وستعلم أصدقاءك برأيك فيه ما أن تفرغ من القراءة؟

لا بأس. دعنا نتابع الآن قبل أن يأخذك فيسبوك منا. أنت لا تكمل عملا حتى النهاية، وثمة من يتذمر في محيطك القريب لأنك مشتت الانتباه طوال الوقت. أنت تمضي ربع ساعة على الأقل في التفكير بستاتوس. بعد وضعه، تظل تتابع ردود الفعل عليه.

كما أن اطلالاتك على فيسبوك تعنيك بشدة وأنت مهتم بكل تفصيل يتعلق بها من الصورة إلى التعليق إلى كل شيء.
وها أنت تنتظر طوال الوقت أن يرتفع عدد اللايكات والتعليقات.

ثم أنك تود إخبار الجميع بما تفعله: أنا الآن "هنا"، وهنا قد يكون شارعا فرعيا في مكان لا يعني أحدا. لقد تناولت الآن طعام الغداء.. وهذه صورة الطبق فارغا. هذه "سيلفي" لي وأنا أكتب الستاتوس قبل قليل عن أنني تناولت الغداء.. أشعر بالنعاس الآن.. سأنام.

وها أنت تمضي ساعات يوميا على هذه الوتيرة، غارقا في فيسبوك. ساعة واحدة يوميا قد تكفي. لكنك في مشكلة إذا كنت تمضي أكثر من ذلك. وسيسوء الوضع إذا بدأت تخسر من ساعات نومك من أجل الموقع، لأنك ستدخل في حلقة مفرغة من هدر الوقت على فيسبوك ليلا وإمضاء النهار مرهقا من قلة النوم.

كما أنك على الأرجح بت تفضل التواصل الاجتماعي الإفتراضي مع الآخرين على التواصل المباشر، الطبيعي. هكذا، تفضل أن تشرب قهوتك مع الشاشة المضيئة على الجلوس في المقهى والتحدث مع الأصدقاء. وتفضل التعبير عن مشاعرك برسومات الوجوه المبتسمة أو الحزينة او الغاضبة، بدلا من التعبير عن ذلك بملامح وجهك الحقيقية. 

وإذا كان آخر ما تفعله قبل نومك هو  فيسبوك، فأنت مدمن.. أما إذا تسلل الموقع إلى أحلامك، فلا شك أنك في ورطة.
ما الحل؟

كما في كل أنواع الإدمان، الحل يبدأ من الاعتراف بأنك مدمن. ما لم تعترف بتعلقك الشديد الزائد عن حده بالموقع الأزرق، فلن تشفى منه.

قد يكون مفيدا أن تمنع نفسك من الدخول المتكرر، لكن الحل ليس هنا. من الأفضل، حسب هذا المقال أن تسأل نفسك عن سبب هذا الهروب إلى فيسبوك. مشاكل في البيت، أو في العمل؟ أو في العلاقات الاجتماعية.. أو العاطفية.

إذا ما استطعت تحديد المشكلة، فيمكنك أن تتعامل مع الإدمان. ما لم تكن هناك من مشكلة، فعليك أن تنتبه إلى كيفية التحكم بعاداتك. وعلى أية حال، ثمة طريقة واحدة للإقلاع عن الإدمان: حين تنهي هذا المقال، امنع عن نفسك الرغبة في الدخول إلى فيسبوك، بل تواعد مع أصدقائك واخرجوا جميعا إلى العالم الواقعي، وتحدثوا.

قبل أن تفعل ذلك، نتمنى أن تشارك هذا المقال على فيسبوك، كي يستفيد منه الآخرون. ففي نهاية الأمر، لنعترف، من المستحيل أن نهجر الموقع الأزرق إلى الأبد. 

مجلة فوستا

0 التعليقات:

إرسال تعليق