برزت في شوارع بغداد ظاهرة جديدة غير مألوفة على العراقيين، وهي التسول من قبل اللاجئين السوريين في العراق لا سيما النساء، الأمر الذي اعتبره بعض المتسولين العراقيين "مزاحمة" لهم.
ويكشف مجلس محافظة بغداد عن انتشار ظاهرة المتسولات السوريات في تقاطعات وشوارع ومتنزهات العاصمة وأمام الجوامع، مؤكدا تأثيرهن على السير وإشارات المرور.
وتقول إحدى المتسولات السوريات-رفضت الكشف عن اسمها- في منطقة العلاوي وسط العاصمة بغداد، إن لديها ثلاثة أطفال وزوجها لا يمكنه العمل بسبب إعاقته لذلك لجأت إلى هذه المهنة من أجل أسرتها.
وتضيف في حديث خاص لـ"إرم"، وهي تحمل بيدها وثيقة رسمية تؤكد بأنها لاجئة، أن: "العمل بهذه المهنة لا يليق بي ولا بأسرتي لكنني مضطرة بعد الأوضاع التي عشناها في سوريا وهاجرنا بعدها إلى العراق"، متمنية عودة الأوضاع في بلادها إلى ما كانت عليه.
متسول آخر عراقي، يرى من جانبه، أن دخول السوريين على خط التسول لا سيما النساء يؤثر سلبيا بشكل كبير على عملهم المتعب؛ بحسب قوله.
ويقول (أبو حمزة) 45 عاماً وهو يقف في تقاطع مروري في منطقة المنصور ببغداد: "لا يمكن أن نعمل في ضوء وجود السوريين وهم يزاحموننا على رزقنا"، مشدداً على: "ضرورة منع هؤلاء من التواجد في شوارع بغداد حفاظاً على الوضع العام".
وفي ذات السياق، يرى ناشط في مجال حقوق الإنسان، أن: "الحد من ظاهرة تسول السوريين أمر ضروري لأن الموضوع بالغ الخطورة"، مؤكداً أن:"التسول في شوارع بغداد له تداعيات خطيرة أهمها انعكاس الظاهرة على المجتمع العراقي".
ويضيف أحمد عبد في حديث خاص لـ"إرم": "يجب على الجهات المسؤولة معالجة هذه الظاهرة ومنع اللاجئين السوريين من اللجوء اليها"، محذراً من: "عصابات متخصصة ربما تورط هؤلاء بأعمال أخرى".
وكانت الحكومة المحلية في البصرة أمهلت في وقت قريب، اللاجئين السوريين ثلاثة أيام لمغادرة المحافظة والعودة إلى مخيمات اللجوء الحدودية، معتبرة أن القرار يستند إلى مبررات أمنية واجتماعية واقتصادية، مؤكدة أن القرار جاء بعد أن رفضت العائلات السورية النازحة طلب الحكومة المحلية بالامتناع عن التسول والاستجداء في الشوارع.
من جانبها، تؤكد وزارة الهجرة والمهجرين عن توزيع مساعدات إنسانية للاجئين السوريين في إقليم كردستان، فيما أكدت توزيع منحة الأربعة ملايين دينار للأسر النازحة والمهجرة.
وتشير الوزارة في بيان لها، إلى أن: "وزارة الهجرة والمهجرين أنهت المرحلة الأولى من توزيع المساعدات الإنسانية على العوائل النازحة لا سيما في محافظة أربيل"، مبينة أن: "تلك المساعدات التي شملت 2500 حصة توزعت على ثلاثة مخيمات".
يشار إلى أن ظاهرة التسول في العراق ما تزال تثير الكثير من المراقبين في ضوء تزايد أعدادهم لا سيما في الشوارع الرئيسة والتقاطعات العامة، برغم أن العراق يعد من الدول النفطية الكبرى.
ارم
0 التعليقات:
إرسال تعليق