الاثنين، 30 سبتمبر 2013

زواج طفلين غزيين فقيرين يثير جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين






















في منزل صغير شمال قطاع غزة بلا كهرباء ولا ماء ولا ثلاجة ولا غسالة تزوج صبي فقير يبلغ 15 عاما من ابنة عمه التي تصغره بعام ما اثار جدلا واسعا في الاراضي الفلسطينية.

ورغم ان زواج صغار السن كان امرا عاديا في السابق، الا ان قصة زواج احمد عماد صبح ذي الوجه الطفولي من ابنة عمه تالا تبدو كفيلم خيالي مثير للجدل في اوساط الشباب في هذا القطاع المحاصر والذي يغلب على سكانه التدين.
ويعتقد احمد الذي يحكي ببراءة لوكالة فرانس برس ان زواجه سيفتح له باب الرزق مشيرا "ابي وامي مرضى وجميع اخوتي معاقين ولا احد يعيل العائلة ما اضطرني للخروج من مدرستي والزواج".

وبعد ان ساعدته زوجته على ارتداء فانيلا صيفية حمراء اللون اضاف "ليس لدي عمل ولكن ابيع ما اجمعه من زجاجات بلاستيكية (عبوات العصائر) التي اجمعها من الزبالة (القمامة) وابيع يوميا بثلاثة شواكل (اقل من دولار)".
ويتابع "انا احب تالا لذلك طلبت من عمي (والد الفتاة) ان اتزوجها وقلت له انني سانتحر ان لم تزوجني تالا فوافق وعملنا حفل بسيط للفرح بمساعدة الجيران".

لكن منظمات حقوقية ترفض الزواج المبكر وتحذر من تداعياته. ويعتبر حمدي شقورة المسؤول في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان هذا الزواج "ظاهرة في غاية الخطورة تكرس انتهاكا جديدا للاطفال" مشددا على "بذل المنظمات المجتمعية والمدنية كل جهد لخلق وعي، خصوصا في المناطق المهمشة".

وطالب شقورة برفع سن الزواج القانوني، اذ ان القانون الشرعي الحالي يسمح بزواج من هم فوق السادسة عشرة حال توفر البلوغ والاهلية العقلية.
وتشرح والدة العريس الطفل ام فريج (37عاما) وامامها موقد نار من الحطب "زوجت احمد بدون ان ندفع مهرا للعروس.. لكننا كتبنا في عقد الزواج ان المهر دين وسنقوم بسداده عندما تتحسن الاوضاع".

وتأمل المرأة التي تعاني من الفشل الكلوي ان يفتح زواج ابنها المساعدة مؤكدة "امنيتي ان ارى البيت مليئا باولاده" معبرة عن حزنها الشديد لعدم تمكنها من توفير حفل زفاف وحفل حناء للعروس مثل غيرها.

واعاد زواج احمد في سن مبكر امه بالذاكرة عندما تزوجت قبل عشرين عاما وعمرها لا يتجاوز السادسة عشرة من ابن عمها الذي يكبرها بعام موضحة ان "المأذون (الموظف في المحكمة الموكل باتمام عقد الزواج) كان مندهشا ورفض في البداية التوقيع على عقد زواج احمد لكن عندما تأكد من بلوغ الولد والبنت وافق".

و توضح العروس تالا انه لا احد اجبرها على الزواج وتقول "تزوجت من احب وساساعد زوجي في العمل لاننا فقراء حتى تتحسن احوالنا ونساعد العائلة واتمنى ان تصلنا مساعدات وكوبونات (مساعدات غذائية) لاننا الان اسرة".

وبدت الفتاة الصغيرة الخجولة وطويلة القامة سعيدة لزفافها بفستان ابيض وتقول "فستان الفرح شحتة (سلفة) ولم اذهب للكوافير مثل العرايس" وتتابع بشيء من التحدي "نريد انجاب الاولاد حتى يكبروا بسرعة ليساعدوا ابوهم المسكين".

ويقاطعها احمد مؤكدا " حرمت من التعليم لانني لا املك المال لشراء شنطة المدرسة والملابس والكتب لكن ساعمل ليلا نهارا ليتعلم اولادي ويصبحوا اطباء ومهندسين ويساعدوني.. طموحي ان ابني بيتا يسترنا ويحمينا من المطر والبرد".
ويبدي الخبير النفسي سمير زقوت استياءه من هذه الحالة قائلا "هذا النوع من الزواج خطير جدا لانهما طفلان غير مؤهلان نفسيا او اجتماعيا وسيعرض الاسرة للتفكك وقد يؤدي لانجاب اطفال مشوهين".

ويتساءل زقوت المسؤول في برنامج غزة للصحة النفسية "كيف سيربي طفل اطفالا؟" مبينا انه "على الجهات المسؤولة وقف مثل هذا الزواج".

ويقيم العروسان حاليا في غرفة في البيت الصغير المغطى بصفيح مهترئ ملأه الصدأ ومكون من غرفتين وزاوية كالمطبخ بلا اوان للطبخ وبدون اجهزة كهربائية باستثناء ثلاجة قديمة حولها احمد لخزانة لكنها فارغة.

وتشكو ام فريج التي كانت تطعم اثنين من اطفالها المعاقين حركيا صلصة الفلفل الحار المطحون وبقايا حمص في صحن بلاستيكي عليه ذباب "لا يوجد في البيت ثلاجة ولا غسالة ملابس ولا غاز للطهي ولا ادوات مطبخ ولا حتى ملابس".
وعمدت تالا الى صب الماء الساخن على راس زوجها ليغسل شعره قبل خروجه للعمل حيث كان قد اعد عربته صغيرة يجرها حصان ضعيف ،وفي وسط المنزل كان جهاز تنفس صغير لشقيقه الذي يعاني من ازمة في التنفس.
ولا يستفيد احمد وزوجته من المساعدات التموينية.

ويقول احمد "نتأمل من الانروا (وكالة عوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) ان تساعدني لانني شاب متزوج واعيل اسرة".
مجلة فوستا

0 التعليقات:

إرسال تعليق