ترافق إطلاق أجهزة آيفون الجديدة من شركة "آبل" الأميركية حول العالم مع مشاهد كثيرة لابتسامات المشترين وقفزاتهم فرحاً بعد طول انتظار في سيدني وسنغافورة وباريس، إلا أن الجانب الآخر لعمليات الشراء بدا درامياً وعنيفاً في تفاصيله، حيث تم الكشف عن عمليات استئجار واسعة للمشردين للوقوف في طوابير انتظار طويلة للحصول على الأجهزة امتد بعضها من 12 ساعة الى يومين.
وفيما بدأت عمليات البيع يوم الجمعة في امريكا ثم حول العالم بجهازين فقط لكل مشتر، استأجر رجل أعمال في كاليفورنيا 100 مشرد جلبهم من الشوارع والملاجئ للوقوف في طوابير الانتظار مقابل 20 دولارا لكل جهاز قبل أن يخل بالاتفاق بعد حصوله على الأجهزة، وأوقف موظفو محلات آبل في باسادينا في لوس أنجلوس مبيعات الأجهزة بعد الكشف على أن من يقف في الطوابير هم مشردون يعملون لصالح رجال أعمال، ما أثار شجارات عنيفة بينهم وبين رجال الشرطة أدت لاعتقال العديد منهم واحتجز أحدهم لمدة 72 ساعة لإصابته بلوثة عقلية بعد دخوله في نوبة غضب في الشارع.
وفيما تباع أجهزة ايفون الرخيصة 5c بذاكرة 16 غيغا بايت بسعر 99 دولاراً و199 دولاراً لنسخة 32 غيغا بايت، بينما يباع 5s بسعر يتراوح بين 199 الى 399 دولاراً، كشفت سي بي اس على أن رجل أعمال أميركي يبيع الأجهزة مقابل مبلغ نحو 1000 دولار لزبائن من خارج الولايات المتحدة، ووصف رجل الأعمال طريقته بأنها ليست غير قانونية بقوله "أنا أشتري الأجهزة بسعرها الكامل المحدد للبيع بالتجزئة" قبل أن يخرج بحماية الشرطة وسط هجوم المشترين عليه.
وأعلنت مجموعة آبل أنها باعت 9 ملايين جهاز آي فون من نوع "5 اس"، و"5 سي" خلال الأيام الثلاثة الأولى من إطلاقها في السوق، وهي نتيجة تجاوزت كل التوقعات.
وفيما استولى بعض اللصوص على الأجهزة من مشتريها بعد الوقوف لساعات في الطوابير، قضى بعض المشردين الليل بطوله وآخرون باتوا لعدة أيام في الطوابير ووفر لهم بعض المشترين السجائر والبيتزا، وقال دومينو مودي (43 عاماً) "لا أملك أي مصدر رزق وليس لدي ما أفعله لذا وافقت على العرض، لكني لم أتقاضى أية أتعاب بعد 14 ساعة انتظار حيث رافقت الشرطة المشتري لحمايته بعد أن سلمته جهازين".
وأوضحت مراسلة قناة "كي تي لوس أنجلوس" أنها لم تشهد هذا الكم من الفوضى خلال عدة سنوات من تغطيتها لطرح جهاز آيفون للبيع في الولايات المتحدة ما أثار الحديث مجدداً عن أخلاقيات السوق فيما رجح خبراء تسويق أن طوابير المشترين هي أسلوب دعائي مجاني حيث إن شركات التقنية العملاقة تملك الآليات والطاقة الإنتاجية لسد حاجات المشترين مهما بلغ عددهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق