الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

أليسا تستذكر طفولتها في بيتها القديم





أليسا تستذكر طفولتها في بيتها القديم

أليسا
أليسا

مجلة فوستا -  يقال أن كل انسان يرجع لأصله.. واليسا أصيلة، "بنت أصل " .


في هذا البيت الحجري القديم، الصامد بوجه الاجتياح العمراني الجديد لقرى لبنان، بيت "الضيعة" الذي كان وجها من وجوه وطننا الجميلة، ولدت وترعرعت الفنانة اليسا. 


هذا هو قصر طفولتها، الممتلئ بالحب والأمان والطمأنينة، الذي أعطاها كل الزخم والدعم، لتبني طريقا معبدة بمداميك قوية ثابتة كمداميك هذا المنزل، لا تهدها العواصف ولا الثلوج، فتخرج من بابه الصبية الطموحة اليسار الخوري تحوي في جعبتها مفاتيح كل مكان تبتغي الوصول إليه، فلا تضطر لطرق أي باب، بل تقتحم القلوب وتصبح "النجمة اليسا".

هذه هي ساحة دير الأحمر البقاعية التي تحمل لها ذكريات الطفولة والصبا ، هنا كانت تركض وتلعب مع رفاق الضيعة .

أتراها نسيت؟

بالطبع لم تنسَ، ولا تتقن كما الكثيرين فن التناسي ، فهي التي تذكر "ضيعتها " دائما ، هي التي تتكلم عن أهل منطقتها بمحبة ووفاء، وتستغل أي فرصة سانحة يسمح بها وقتها لتترك عالم الشهرة وتزور مسقط رأسها...

هي التي عند سؤالك عنها، تتجمع نصف الضيعة ويتسابق الأهالي للكلام عنها ، يحبونها طبعا، يسمعونها بالتأكيد، يتابعونها دون شك، ولكن الأهم يفتخرون بها يعتزون بذكر اسمها، يبادلونها الوفاء، يسردون لك عنها قصصا وقصصا، يخبرونك عن طيبتها وتواضعها فهي "واحدة عادية" .

يروون الذكرى الأليمة عن يوم دفن والدها، هذا اليوم الذي بقدر ما هو حزين بالنسبة لها، وبقدر ما اتعبها وانهكها رحيل الجناح الآمن الحامي، أبت إلا أن تلتزم بتقاليد الضيعة فنزلت من السيارة ومشت كما الأهالي مع الجثة إلى الكنيسة .

يتمنون أن تحيي مهرجان في الدير، ومع أنها لم تفعل يوما، لا يعاتبونها، بالعكس يتفهمون ظروفها، وويبررون لها، بأنها ملتزمة بعقود مع شركة انتاج، وبأن الفنان يدرس اطلالاته...

يعتزون بتجذرها بأرضها، فهذا البيت بيت عائلتها الذي كان أكبر بقليل، اجتزأت البلدية منه لتوسعة الطريق، وكانت تريد استملاكه، فرفضت اليسا وعائلتها مصرين على عدم المس ببيت الوالد .

يطلعونك عن كرمها ومساعداتها المتواصلة لعائلتها الكبيرة، فكانت تساعد عمتها التي كانت ما تزال تسكن في هذا المنزل، ولكن حالتها الصحية استدعت نقلها منذ فترة إلى مركز مختص . .

كيف لا يفتخرون بها، وهي صاحبة الملايين!

الملايين من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي، الملايين من مستمعي ألبوماتها ومشاهدي فيديو كليباتها، الملايين التي تتزايد وتتخطى وتكسر كل الأرقام.
لن نتكلم عن إحساسها ورومنسيتها، عن جمال صوتها الحنون الذي يخرق عمق العمق، عن جمالها الأنوثي الطاغي، عن ذوقها الرفيع وأزياءها المبهرة .

سنكتفي بالإشارة إلى شموخها وكرامتها التي لم تسمح بمسها يوما في سبيل فتح أبواب "السعادة "، فبرهنت أن حسابات الكثيرين واهية، فلم تنتمي لمجموعات "لبس الأقنعة".
هذه هي عوامل النجاح، الصراحة، التصالح مع الذات ومع الآخرين، الشخصية القوية والارادة الصلبة التي تحدد الهدف فتعمل وتسعى وتصل. لهذا هي "أسعد واحدة" .

طينتها مجبولة من تراب هذه الأرض، جافة قاسية في المظهر، ولكنها في العمق كريمة معطاء، إن زرعتها حب وسلام، تعطيك حصاد مماثل غزير وفير، جميلة راقية بنضوجها شبيهة بعناقيد كروم النبيذ.


مجلة فوستا

0 التعليقات:

إرسال تعليق