قالت صحيفة "ماكلاتشي" الأمريكية إن حملة "كمل جميلك" التي تهدف لجمع توقيعات لدعم ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع للرئاسة تعيد إحياء تقليد قديم كانت مصر قد تخطته بثورة 25 يناير وهو أن يتولى إدارة البلاد شخصية عسكرية متقاعدة وتصبح الانتخابات مجرد تصديق كل بضعة أعوام على هذا الحكم.
وترى الصحيفة أن الحملة تلخص الحالة السياسية في مصر اليوم، فأبرز مرشحي الرئاسة هو جنرال أطاح بحكم أول رئيس مدني منتخب ويزعم أنه غير مهتم بالمنصب العام. وأشارت إلى أن القوى الأكثر نفوذًا في مصر جميعها تدعم ترشح السيسي للرئاسة، فرجال الأعمال يمولون هذه الجهود، وإعلام الدولة يروج للفكرة، فيما يحث الضباط المواطنين على الانضمام للحملة.
وعلى الرغم من نفي المتحدث العسكري المتكرر لنية الفريق السيسي الترشح إلا أن السيسي نفسه بدا أقل وضوحاً حيال تلك المسألة، ففي حوار مع صحيفة "المصري اليوم" أعطي الجنرال جواباً مبهماً حول احتمالية ترشحه للرئاسة قائلاً "أعتقد أنه ليس الوقت المناسب لطرح هذا السؤال في ظل الظروف التي تمر بها البلاد".
وبحسب الصحيفة، فإن شعبية السيسي المتصاعدة تظهر السرعة التي يضع بها المصريون الماضي وراء ظهورهم، فقبل عامين من الآن وعندما كان السيسي يرأس جهاز المخابرات الحربية كان المصريون يشعرون بالغضب تجاهه عندما دافع عن الجنود الذين أجروا "كشوف العذرية" على المحتجزات، وهو الغضب الذي أثار الضغط الشعبي من أجل إجراء انتخابات رئاسية انتهت بفوز محمد مرسي بالمنصب.
ولكن الآن فإن العديد من المصريين يرون أن بلادهم يجب أن تدار من قبل رئيس ذو خلفية عسكرية، فهم يرون أن وعود الديموقراطية لم تجلب سوى عدم الاستقرار وانهيار الاقتصاد وزعماء مدنيين معدومي الكفاءة، وأن الوقت حان لتعود مصر إلى ما كانت تعهده. وتهكمت الصحيفة على تصريحات القائمين على حملة "كمل جميلك" التي يزعمون من خلالها أن حملتهم تعتمد على تبرعات من "الأفراد"، مشيرة إلى أن هؤلاء "الأفراد" الذين يمولون الحملة هم من بين أغنى أغنياء مصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق