“يا بخت من وفق راسين (رأسين) على مخدة (وسادة) واحدة”.. تحت هذا المثل العربي الشهير، بقيت كثير من الأردنيات تمارسن دور “الخاطبة” سواء بشكل تطوعي، ووفق العادات والتقاليد، أو كمهنة واحتراف.
ولكن في السنوات القليلة الماضية، غزت المجتمع الأردني إعلانات باسم جمعية “تيسير سبل الزواج”، والتي تمثل حالة فريدة من نوعها، وجديدة على الأردن، ذو الطبيعة المحافظة، وان انتشرت منذ عقود في دول عربية أخرى كمصر.
ووفق القائمين على الجمعية فقد تأسست عام 2007، في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء، نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الشباب والشابات، الذين يتمنون إكمال نصف دينهم (الزواج) والحصول على شريك الحياة المناسب”.
سعيد رزه، رئيس الجمعية، قال في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول “نحن جمعية خيرية للباحثين والباحثات عن شريك حياتهم، خاصة في ظل كثرة المطلقات، وارتفاع البطالة بين الشباب، والتي تمنعهم من الزواج”.
وبين رزه بأن هدفهم الأساسي هو “المساعدة على إيجاد شريك الحياة المناسب، بضوابط شرعية، وبسرية تامة، لمواجهة ظاهرة العنوسة التي انتشرت في العالم الإسلامي”.وأضاف “نسعى للحصول على إتاحة فرص أوسع أمام الجنسين للزواج، وتحقيق شرط التكافؤ بين المتقدمين، فهناك ممن يتقدمون للجمعية تكون أعمارهم كبيرة، فنقوم بتوجيههم لمن يناسبهم، ونرفض بعضهم ممن لا يتناسبون مع ضوابطنا”.
وأوضح أن خطوات إتمام الزواج بين الطرفين تتم كالتالي “يعجب أحد الطرفين بصورة الآخر، وتناسبه ظروفه، ويكون هناك تكافؤ في الصفات والأوضاع، بناء على الاستمارات التي تكون لدينا عن المتقدمين، فيتم التواصل بينهما، وتسير الأمور بطريقها الصحيح، من خلال الالتزام بالعادات في الأردن، المتمثلة بزيارة أهل العروس، وطلب يدها للزواج، وعرض العروسين على بعضهما، وعند حصول الموافقة من الطرفين ينتهي ذلك بالزواج”.
وضرب مثلا عن حالات زواج ناجحة عبر الجمعية قائلا “حضر إلى مقر الجمعية رجل في العقد السادس من عمره، من مدينة الزرقاء، وقدم طلبات زواج لبناته الأربعة، فجاء إلى الجمعية أحد الباحثين عن عروس، وشاهد صور الأخوات الأربعة، وتم التوجه إلى منزل والدهن، لطلب يدها، وتم الزواج، وبعد أقل من شهر تزوج شقيق العريس الأخت الثانية، وبعد ذلك ببضعة شهور تزوجت الأخت الثالثة من صديقهم، ولا زالت الأخت الرابعة تنتظر نصيبها”.
واستشهد بقصة أخرى قائلا “كما جاءت مطلقة عمرها 45 عاما، وتقدمت بطلب، وحصل نصيبها مع شخص عمره 82 عاما، إلا أنه توفي بعد فترة بسيطة، ورجعت إلى الجمعية وقدمت طلبا آخر، إلا أن العريس الثاني توفي بعد فترة بسيطة أيضا، وقبل شهر تزوجت العريس الثالث أيضا عن طريق الجمعية”.
وأضاف رئيس الجمعية “تجاوز نشاطنا حدود القطر، فعلى سبيل المثال، اتصلت معي امرأة من السعودية وطلبت مني ملء استمارتين لبنتيها، وهما طالبتين جامعيتين، وقد تزوجت الأولى عن طريق الجمعية، أما الثانية فلم يأت نصيبها بعد”.
وأشار رزه “نقوم بتغطية جميع مناطق المملكة الأردنية، وقد توسع عملنا بالنسبة للباحثين عن زوجات إلى بعض الدول العربية، ولدينا مستشارين خاصين في الشؤون القضائية والدينية والعشائرية”.
ولفت إلى أنه “يتم أيضا استخدام الجمعية أيضا لمشاهدة أبناء المطلقين والمطلقات، بالتنسيق مع المحكمة الشرعية، كمكان محايد للطرفين”.وتعتبر الأردن بحسب دراسة غير رسمية نشرتها وسائل إعلام عربية في نهاية شهر تموز / يوليو الماضي، سادس أعلى دولة في الوطن العربي بنسبة العنوسة، بعد كل من لبنان وا?مارات وسور?ا وتونس والجزائر.