أبدى العديد من المهتمين بتحفيظ القرآن وتدريسه عن امتعاضهم، من التأثيرات السلبية التي بدأت تحدثها تطبيقات القرآن في الهواتف الذكية على استخدام واقتناء المصحف الورقي، والذي بدأ بالتراجع – بحسب وصفهم- لصالح هذه الوسائط الرقمية التي يزداد تحميلها وتشغيلها على هواتف الجوال والأجهزة اللوحية مع دخول شهر رمضان المبارك.
واستقطبت تطبيقات القرآن الكريم مؤخراً، العديد من أصحاب الهواتف الذكية غالبيتهم من الشباب، لاسيما أن أغلب التطبيقات تتمتع بواجهات جذابة وتتيح قراءة وسماع المصحف بدون إنترنت، إلى جانب إمكانية التنقل السريع ما بين السور، كما تتيح القراءة بالأجزاء والآيات، وحفظ السور للمتابعة من آخر نقطة قراءة.
حملة توعوية
وقال محمد الغروي أستاذ القراءات في مدارس ذوي النورين، إن مجموعة من المهتمين بالقرآن الكريم بدأت تدرس بجدية التأثيرات السلبية التي أحدثتها تلك التطبيقات وما تسببه من هجر للمصاحف بين الشباب.
وقال في حديث خاص لـ “العربية.نت”، إنهم بصدد إطلاق حملة توعوية تهدف إلى تعريف الشباب بأن تلاوة القرآن عبر التطبيقات ليست في منزلة القراءة من المصحف ولا تأخذ حكمه في الفضل والثواب، لأن النظر في المصحف عبادة، وقد كان الصحابة يواظبون على القراءة من المصحف ويفضلونها على القراءة غيبا.
كما اعتبر الغروي، أن ما يفعله بعض الشباب في المساجد من التعود على القراءة عبر الهواتف الذكية، وترك القراءة من المصحف مع توفرها في المساجد، تركا للأولى وزهدا في كمال الفضل، والأفضل للمرء العناية وإدامة النظر في المصحف، وإنما ينظر في الأجهزة ويستعين بها عند الحاجة لذلك.
النسخ الموثقة
من جانبه ، قلل الداعية الدكتور علي بادحدح، من حجم التأثيرات التي أحدثتها تطبيقات القرآن الكريم، مبيناً إن المصحف مازال مطلباً موجودا لدى الكثير من الشباب وحاجة قائمة تستخدم في كل وقت وكل حين، وقال بادحدح في حديث خاص لـ العربية نت “إن تلك التطبيقات سهلت على الناس بخدماتها المختلفة، ولا بأس من الاستفادة منها شريطة تحري النسخ الموثقة والخالية من الأخطاء، حيث وجدت تطبيقات في “آبل ستور” وغيرها تحمل الكثير من الأخطاء غير المقبولة، داعيا إلى استخدام النسخ المعتمدة كنسخة مجمع الملك فهد وجامعة الملك سعود وبنك التمويل الكويتي.
وفيما يتعلق بمدى سريان أحكام قراءة القرآن على تلك التطبيقات، أكد بادحدح ، أنها لا تأخذ حكم المصحف الورقي في اشتراط الطهارة للمسه، لأن وجود الآيات فيه عَرَضي كصورة الآيات في المرآة، ولا تشترط الطهارة للمسها أو القراءة منها، باستثناء الشخص الجُنب فلا تجوز قراءته للقرآن لا من الجوال ولا حتى من حفظه، عدا ما يقرأ للتعوذ أو الاستدلال وليس على جهة التلاوة.
تجدر الإشارة إلى أن تطبيقات القرآن الكريم بدأت في الانتشار منذ حوالي السنتين مع دخول شبكات الجيل الثالث إلى المملكة، والانتشار المتزايد لاستخدام الهواتف الذكية، وتعتمد على آلية إظهار المصحف عبر الشاشة بطريقة الحزم الضوئية، فيما يشهد دخول رمضان من كل عام احتفالا بها، وبغيرها من التطبيقات ذات الطبيعة الدينية، حيث يتزايد تحميلها وتشغيلها على الهواتف الذكية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق