قد تكون هذه المرة الأولى منذ سنوات طويلة، التي تتفق فيها عدد من الفضائيات على تعليق بث مسلسلات رمضان، والتحوّل بجميع برامجها نحو ميادين مصر لعرض ما وصفته بالنفير الشعبي لتفويض الفريق الأول عبد الفتاح السيسي من أجل مكافحة ما قال إنه "عنف وإرهاب"!
لن يجد الإعلام الانقلابي صورا أكثر دموية ولا سيناريوهات أصدق واقعية من تلك التي سيعرضها الجمعة تحت مسمى "الحرب الأهلية" التي أعلنها قائد الانقلاب السيسي تحت غطاء مدني وديني مشبوه، والآن بغطاء فني توفره الراقصات ونجمات الإغراء في السينما المصرية !
وفي هذا الصدد، صرح مسؤول بالتليفزيون المصري أنه قرر عمل ستوديو تحليلي لمتابعة الأحداث الجارية وما ستشهده ميادين مصر اليوم من مظاهرات مؤيدة للجيش وتفويضه للقضاء على الإرهاب. وأكد أن التليفزيون المصرى قرر ذلك منذ الأمس ورفع شعار "لا للإرهاب"، مشيرا إلى أن قطاع التليفزيون يتعاون بشكل جيد للغاية مع قطاع الأخبار، مؤكدا أن متابعة الأحداث ستجبر التليفزيون المصري على قطع الأعمال الدرامية بشكل مؤقت.
فيما أكد الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية تعليقا على خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنه يؤيد هذه الدعوة ويدعو جميع الفنانين بضرورة توقف تصوير الأعمال الفنية يوم الجمعة، للمشاركة في فعاليات هذه المليونية لمواجهة الإرهاب والعنف الذي تواجهه مصر، وكأن المعتصمين في رابعة العودية بطريقة سلمية، تحولوا بين ليلة وضحاها إلى إرهابيين بالفطرة، والأغرب أن يدعو من يصنف نفسه فنانا، بكل ما تعنيه الكلمة من رهافة الحس ومصداقية المشاعر لتصفية هؤلاء بالقوة وقتلهم وفقا لتفويض عسكري دموي! من جانبها، استغلت الفنانة إلهام شاهين تفويض العسكر لتصفية حسابها مع التيار الديني، قائلة إن يوم الجمعة يوم الخلاص من كابوس "الإخوان". وتوقعت شاهين أن ينزل فى هذا اليوم 50 مليونا إلى ميادين مصر، بينهم صديقاتها من الراقصات ونجمات الإغراء على غرار دينا، فيفي عبده، وليلى علوي!
أما المنتج دكتور محمد العدل، صاحب مسلسل "الداعية" فقال إنه تم توجيه الدعوة عصر الأربعاء إلى كافة القنوات التلفزيونية لوقف عرض المسلسلات يومي الجمعة والسبت، مؤكدا أنهم تلقوا استجابة كبيرة من معظم القنوات التى أعلنت أنها ستتوقف عن عرض الدراما بداية من ظهر الجمعة وحتى فجر السبت.
وأكد أن الخسائر المادية فى هذا اليوم ستكون أهون فى مقابل مصلحة الوطن، وأنه على الجميع أن ينزلوا إلى الشارع من أجل منح القوات المسلحة تفويضا فى مواجهة الإرهاب".. دون أن يتحدث عن مخاطر مثل هذه الدعوات التي ستفتح المجال واسعا للفتن والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق