نشرت صحيفة " الإمارات اليوم " تفاصيل اعتداء المواطن الأردني على بناته الخمس وطليقته في ولاية عجمان الإماراتية ، والتي أثيرت الأسبوع الماضي .
وعذب الأردني بناته الخمس وطليقته وأثبت الطب الجنائي الإمارتي تعرض الفتيات اللاتي تراوح أعمارهن بين 10 و16 عاماً للضرب والحرق "بدرجة عنيفة" خلفت آثاراً جسدية ونفسية بليغة.
ونقلت "الإمارات اليوم" عن الفتيات قولهن إنهن تعرضن لانتهاكات جسدية لا تطاق، وصلت حد الاعتداء عليهن بأدوات حادة، وحرقهن بالسجائر، لافتات إلى أن الأذى وصل إلى درجة جذب إحداهن من شعرها حتى اخترقت الدبابيس المنطقة المحيطة بالأذن، وكسر أنف أخرى حين ركلها الأب المتهم بقدمه، فضلاً عن تهديدها بسكين.
وأكدت أم الفتيات (31 عاماً) أن إحدى فتياتها لم تعد تتكلم بشكل جيد، وأخرى تعاني إصابات في أسنانها، لافتة إلى أنها تحملت منه العنف لدرجة أنها فقدت جميع أسنانها، لكنها لم تعد تستطيع التحمل بسبب ما تتعرض له بناتها.
وروت أنها تزوجت والد الفتيات وهي في سن 16 عاماً، وأنه دأب على ضربها وإهانتها بشكل متكرر، وطلقها منذ تسع سنوات، وأعادها إلى الأردن، لكنه أخبرها لاحقاً بأنه ردّها إلى عصمته، فعادت إليه من أجل بناتها، كما قالت.
وأضافت أن المشكلة الأخيرة حدثت في فبراير الماضي، حين شكت ابنتها البالغة 11 عاماً وجعاً في أسنانها لدرجة تعجزها عن النوم، إذ رفض منحها نقوداً لاصطحابها إلى الطبيب، فلجأت إلى جمعية حقوق الطفل في الشارقة، فوافق على سداد 900 درهم للمركز الطبي الذي عالج الطفلة.
وأشارت إلى أن العلاج كلف 300 درهم، واحتفظ المركز بـ600. وتابعت أنها أخبرت زوجها بذلك فطلب منها العودة واسترداد بقية المبلغ، وإعطاءه له، لكنها رفضت ذلك، لأن ابنتها لم تتعاف تماماً، وقد تضطر لفحصها مجددا، فجن جنونه واعتدى عليها بقسوة، شارحة أنه أمسك برأسها وضربه بالحائط، وركلها ولكمها بوحشية.
وتابعت أنه هددها بالعودة إلى بلدها، وحبسها، ورفض عودة بناته إلى المدرسة منذ منتصف العام الدراسي الماضي.
وأشارت الأم إلى أنه لم يتوقف عن ممارساته، ومنع عنها الطعام هي والبنات، حتى استغاثت برجل هندي من النافذة، وطلبت منه إبلاغ الشرطة في مركز النعيمية المجاور للمنزل، فحضر رجال الشرطة فعلاً، واستدعوه، ثم أحالوها إلى المستشفى مباشرة بعدما رأوا آثار الاعتداء الواضحة على جسدها.
وأوضحت أن تقرير المستشفى، الذي حصلت "الإمارات اليوم" على نسخة منه، أفاد بوجود سجحات في الوجه وكدمة وتورم في العين اليمنى والخد الأيمن، إضافة إلى سجحات وكدمات في الساعد والذراعين والفخذين وأسفل الظهر، لافتة إلى أن "المستشفى أصرّ على ضرورة احتجازي خمسة أيام لكني خرجت على مسؤوليتي خوفاً على بناتي "
ولفتت إلى أن الشرطة احتجزته في مركز الشرطة، لكنه ضغط عليها نفسياً واتفق معها على حجز تذاكر سفر لها مع البنات، وتحويل 2000 درهم شهرياً للإنفاق عليهن في بلادها، مقابل التنازل عن البلاغ.
وقالت الأم إن الأب لم يلتزم بوعده، ولم يحول فلساً لهن، فاضطرت إلى إرسال الفتيات مع امرأة تعرف الأسرة، طالبة منهن تحمل العيش مع والدهن فترة، لأنها لم تعد قادرة على الإنفاق عليهن. وأضافت: " تركتهن وليتني لم أفعل، أشعر بالندم الشديد، فقد تعرضن لتعذيب ممنهج، وضرب واعتداء لا يتحمله شخص بالغ " .
وأوضحت أنها نجحت في التواصل معهن بعد محاولات عدة، وفوجئت بابنتها الكبرى تتوسل إليها لإنقاذها هي وشقيقاتها، وتخبرها بأن أباها يعذبهن ويضربهن، ويضغط على شقيقتها الوسطى حتى تشهد أمام النيابة بأنها رأت لصاً في المنزل، لافتة إلى أنها لم تفهم المغزى من هذه الرواية، فاستدانت، واستخرجت تأشيرة سياحة، وعادت إلى الإمارات، لكنها فوجئت حين وصلت إلى مطار دبي بالقبض عليها، وإحالتها إلى مركز شرطة النعيمية، حيث فوجئت بأن طليقها حرر ضدها بلاغ "تحسين معصية"، ولم تفهم طبيعة هذه التهمة حتى صعدت إلى وكيل النيابة، الذي أبلغها بأن زوجها اتهمها بذلك،
فشرحت له ما حدث، وأنها عادت إلى الإمارات لإنقاذ بناتها بعدما عرفت أنهن يتعرضن للتعذيب والضرب والحرق، فاستدعت النيابة الزوج والفتيات. وحين رآهن وكيل النيابة طلب إحالتهن فوراً إلى الطب الجنائي بسبب وجود آثار واضحة لاعتداء عنيف، وحفظ بلاغ تحسين المعصية، ووجه إلى الأب تهمة البلاغ الكاذب لاحقاً، إضافة لاتهامات أخرى، منها التهديد بالقتل والاعتداء على سلامة الغير.
إلى ذلك، قالت إحدى البنات: " والدي طلب مني الشهادة أمام النيابة بأن لصاً دخل المنزل أثناء وجود أمي، وحين رفضت ضربني حتى وافقت، وذهبت إلى وكيل النيابة، وأبلغته بأن والدي طلب مني ذلك "
وأضافت: " حين علم والدي أننا نتواصل مع أمي هددنا، وجذبني من رأسي في منزل عمتي، فصرخت وقلت له إن دبابيس الحجاب تخترق رأسي، فتمنى لي الموت، ثم أشعل سيجارة وحرقني في يدي اليمنى، فيما كانت شقيقته تثبتني، ثم تبادل معها الأدوار، فحرقتني "
وأثبت تقرير الطب الشرعي أن «هناك أثراً لوخز بالإبر في منتصف خلفية الأذن اليمنى للطفلة، مصحوباً بتورم، وحرقين سطحيين بلون أحمر مستدير في منتصف ظاهر الساعد الأيمن، ناتجين عن استخدام جسم ساخن، مثل سيجارة مشتعلة».
وأفاد التقرير كذلك بوجود كدمات غير منتظمة في الفخذ، ناتجة عن استخدام جسم صلب لدى طفلة أخرى تبلغ 10 سنوات. وأفادت بأن والدها اعتدى عليها بحذاء صلب حين تأخرت في الذهاب إلى المتجر.
وأشار إلى أن الطب الشرعي أثبت كذلك وجود كدمات داكنة في أنف الطفلة " روان" 14 عاماً، ناتجة غالباً عن اللكم، وآلام شديدة، وحرق مستدير في ظاهر ذراعها اليسرى، ناتج عن استخدام جسم مشتغل مثل سيجارة.
وذكرت الفتاة أن والدها ضربها بيده في أنفها، وأمسكتها عمتها، فيما حرقها والدها بسيجارة.
ووفق تقرير الطب الشرعي وجدت آثار كدمة في الأنف لدى الابنة الكبرى (16 عاماً)، إضافة إلى حرق سطحي في اليد، ناتج عن استخدام سيجارة.
وأفادت بأن والدها ضربها بوحشية في مناطق متفرقة من جسدها وحرقها بسيجارة، وتكررت عملية الحرق للطفلة تغريد (11 عاماً). وقالت الطفلة الكبرى إنها وشقيقاتها تعرضن لانتهاك بالغ، وصل إلى حد إجبارهن على خلع ملابسهن من جانب عمتيهن لتفتيشهن ذاتياً، والبحث عن الهاتف الذي كن يتحدثن به مع أمهن. كما دأب والدهن على حبسهن بشكل مستمر أثناء وجود أمهن في الأردن. وتابعت: " كنا نقضي أياماً من دون طعام يذكر»، مؤكدة أنها لا يمكن أن تنسى ما حدث لها هي وشقيقاتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق