أظهر بحث أميركي من جامعة هارفارد أنه كلما زادت نزاهة الشخص، استسلم الى ظاهرة «الاخلاق الصباحية والمسائية». ففي ثلاث دراسات نشرتها مجلة علوم السيكولوجيا، وجد ان الاشخاص يصبحون اكثر مرونة مع الحقيقة خلال اليوم.
في الدراسة الأولى، وجد الباحثون أن الأشخاص يكونون اكثر قابلية للكذب بعد مرور وقت الظهيرة، وأرجعوا سبب ذلك الى تعب الشخص وضعف قدرته على إيقاف نفسه عن الكذب والرياء. وتشابه الامر في الرجال والنساء، ففي فترة ما بعد الظهيرة، خاصة بعد غروب الشمس، ترتفع قابليتهم للكذب ويكونون اكثر استسلاماً لقول الكذب وخداع الآخرين، مقارنة بسلوكهم في فترة الصباح.
وفي الدراسة الثانية، من جامعة هارفارد، طُلب من متطوعين ان يخبروا المراقب انهم شاهدوا نقاطاً تظهر على كمبيوتراتهم مع تحديد الجانب (اليمين او اليسار) الذي ظهرت فيه على الشاشات. وأُعطي المتطوعون مكافأة لكل جولة يلعبونها، مع تضاعف المكافأة المالية 10 مرات، ان رأى الشخص نقطة في جانبه الأيمن. وكان ذلك كافيا لإغرائهم بالكذب حول مكان مشاهدتهم للنقاط. ولدى مقارنة نتائج المتطوعين اثناء الصباح بتلك في المساء، تبين انهم كانوا أكثر كذبا حول مكان النقاط خلال فترة ما بعد الظهيرة، بينما قل الكذب كثيرا اثناء الفترة النهارية. وعلق احد الباحثين: «بينت نتائج الدراسة ان وقت سؤالك للأشخاص أمر مهم، ويرفع فرصة صدقهم معك».
النزيه أكثر تأثراً
في الدراسة الثالثة، كشف الباحثون عن وجود علاقة بين نزاهة الشخص وقابليته للتأثر بظاهرة «الأخلاق الصباحية والمسائية». فقد وجد الباحثون أن الاشخاص الذين يكذبون بصفة متكررة لا يتأثرون كثيرا بعامل الوقت او الشعور بالتعب، اذ لم يتغير معدل كذبهم. ولكن الاشخاص الذين يعرف اتسامهم بالنزاهة والصدق كانوا أكثر التزاما بالصدق في النهار، وأكثر قابلية للكذب بعد فترة الظهيرة. وخلصت الدراسة الى ان الاشخاص النزهاء اكثر تأثرا بظاهرة «تعب ما بعد الظهيرة». ويعتقد ان السبب يرجع الى ان مقاومتهم للكذب واتباع السلوكيات السيئة تضعف مع مرور الوقت في اليوم، مما يجعلهم يستسلمون ويفقدون القدرة على الالتزام بالصدق والفضيلة. وعليه قال الباحثون: «اختيار الوقت المناسب من اليوم قد يكون من العوامل المهمة ان كنت تريد الاجابة الصادقة، حتى لو كنت تقصد سؤال شخص تؤمن بنزاهته. أما ان كنت تريد ان تؤثر فيه لتدفعه الى الكذب او الخيانة، فترتفع فرصة نجاحك في ذلك لو قصدته آخر النهار أو ليلاً».
التفكير يختلف أيضاً
وفي دراسة مشابهة، عرض الباحثون مجموعة من الاحرف على متطوعين يوصفون باتسامهم بالأخلاق الرفيعة، وطلب منهم ان يكونوا منها كلمات، ليلحظوا انهم يتجهون الى تكوين كلمات اخلاقية وسلمية وبديهية اثناء اختبارهم في فترة النهار. بيد ان سؤالهم لتجميع الاحرف اثناء فترة بعد الظهيرة كانت له نتيجة اخرى، حيث مال الاشخاص ذاتهم الى تكوين كلمات غير سوية او عدائية مثل خناق ومشاجرة واعتداء او كلمات تشير الى افعال غير اخلاقية، مثل نفاق وخيانة وكذب، او كلمات قليلة الادب (السباب وما يشبهها) ما يدل على ان تفكير الانسان وميوله يختلفان ما بين النهار والليل ايضا
0 التعليقات:
إرسال تعليق